السبت، 18 أبريل 2015

هكذا بدأ ثم انتهى إنترنت إكسبلورر! سر انهيار كيانات قوية (مغرورة) وصعود كيانات صغيرة (صبورة)

تم نشر المقال في موقع ساسة بوست في 17-4-2015 :

ملاحظة هامة : قبل نشر المقال بـ 10 أيام قمت بمراسلة إدارة ميكروسوفت في الشرق الأوسط ، استاذنهم في نشر المقال أو تصحيح أي معلومات قد تكون خاطئة أو مضللة ... لم يصلني أي رد .. مما اعتبرته موافقة ضمنية على نشر المقال ...

من منا لا يزال يذكر هذه الأسماء: Nokia – Motorola – Siemens- IBM – Kodak؟
الحقيقة أنه ولسنوات طويلة وحتى فترة قريبة كانت هذه الأسماء تمثل كيانات ضخمة ذات قوة وهيمنة في قطاعات مؤثرة في العالم؛ في الهواتف المحمولة، في التصوير الفوتوغرافي ومستلزماته، في الحاسبات الإلكترونية وما يتعلق بها ولم يكن أحد منا يتخيل أن يأتي اليوم الذي تنهار فيه هذه الأسماء وتختفي، ولكن هذا ما حدث فعلاً وتم كل شيء بسرعة وخلال سنوات قليلة، واختفت هذه الكيانات العملاقة التي كانت يومًا ما تستأثر بالحصة الأكبر من السوق العالمي في مجالاتها.
إن هذا المقال ليس الهدف منه هو رصد تاريخ سقوط هذه المؤسسات بقدر ما هو محاولة لاستكشاف أخطاء هذه الكيانات الضخمة.
وبشكل عام نلاحظ تكرر أسباب انهيار تلك المؤسسات الضخمة وتشابهها مع قصة (الأرنب والسلحفاة) الشهيرة. ففي سباق بين أرنب مغرور بسرعته في الركض، وسلحفاة صبورة برغم ضعف إمكانياتها، ينام الأرنب مقتنعًا أنه سيفوز في أي وقت لا محالة، وتصابر السلحفاة حتى تصل لهدفها وتفوز!
وسأعرض لكم نموذجًا من انهيار تلك المؤسسات العملاقة، وهو متصفح Internet Explorer.
ففي مارس 2015 أعلنت ميكروسوفت بأن إصدارها الجديد من ويندوز Windows 10 والمقرر إطلاقه في صيف العام الحالي لن يحتوي – ولأول مرة منذ 20 عامًا – على خدمة المتصفح Internet Explorer، وأعلنت الشركة أنه سوف يحل محله متصفح جديد أطلقوا عليه مؤقتًا اسم Spartan.
إنها شهادة وفاة Internet Explorer المتصفح التاريخي الذي شهد منذ ظهور الإنترنت في منتصف التسعينات في القرن الماضي سيادة كاملة وشبه احتكار في تصفح الشبكة العالمية للمعلومات.
وهذا ما سنتعرف عليه في السرد التاريخي التالي:
في البداية يمكننا تحديد متصفح الإنترنت Browser بأنه برنامج حاسوبي يتيح للمستخدم استعراض النصوص والصور والملفات والفيديوهات… إلخ، وهذه المحتويات تكون في الغالب مخزنة في مزود إنترنت وتعرض على شكل صفحة في موقع على شبكة الإنترنت أو في شبكات محلية النصوص والصور في صفحات الموقع يمكن أن تحوي روابط لصفحات أخرى في نفس الموقع أو في مواقع أخرى.
أعلن تيم بيرنرز لي عن شبكة الإنترنت وأول متصفح للشبكة في مارس عام 1991، كان اسم أول متصفح هو(World Wide Web)
في عام 1994 أطلقت Netscape متصفحها Netscape Navigator، وقد كان له أثر كبير في انتشار برامج المتصفحات واتساع رقعة مستخدمي شبكة الإنترنت. مايكروسوفت لم تكن تملك حتى هذا الوقت أي متصفح.
بدأت Microsoft تهتم بالأمر فقامت بشراء شركة سبايجلاس (Spyglass)، وطورت متصحفها وسرعان ما أعلنت انطلاق النسخة الأولى من متصفح Internet Explorer 1995م، وسط منافسة قوية مع Netscape Navigator.

VS

بدأ ما اصطلح عليه المتخصصون وقتها بحرب المتصفحات browsers war، ولعلها كانت من أوائل الحروب التجارية في مجال برمجيات الإنترنت.
حاولت الشركتان العملاقتان كسب الحرب، ثم حسمت Microsoft الصراع لصالحها بالضربة القاضية بإجراءات اعتبرها الكثيرون (غير محايدة) كان من أهمها احتكار وفرض تحميل Internet Explorer ضمن حزمة نظم التشغيل windows، ليصعب حذف متصفحها من نظام التشغيل “ويندوز”، وتعيق استخدام متصفحات أخرى، وبالفعل نجحت Microsoft في هدفها، وتم القضاء تقريبًا على كل المتصفحات الأخرى، وبرغم أنه تم رفع عدة قضايا احتكار ضد Microsoft، ولكن بات الأمر فرضَ واقعٍ لا يمكن تغييره وصار Internet Explorer جزءًا أساسيًا من أي نظام windows.
ثم امتدت سيطرته لنظم التشغيل الأخرى فاضطرت Apple لاعتماده برغم عدائها التاريخي مع Microsoft كمتصفح افتراضي لأجهزة Mac.
توالت إصدارات Internet Explorer الناجحة المكتسحة في هذه الفترة الزمنية الذهبية (1995-2001م)
الإصدار
سنة الإصدار
August 16, 1995
November 22, 1995
August 13, 1996
October 12, 1997
MAY 5, 2001
August 27, 2001
حتى الآن الأمور مثالية، واستطاع Internet Explorer في إصداره السادس أن يسجل حصة سوقية قدرها 95% في الولايات المتحدة ونسبًا قريبة في باقي دول العالم.
وساد لدى ميكروسوفت شعور الأرنب المغرور المتأكد أنه لا منافس له.
وتمامًا مثلما قرر الأرنب المغرور أن ينام في منتصف السباق تحت الشجرة ليرتاح قليلاً فقد قررت Microsoft أن توقف أي تطوير في المتصفح المكتسح Internet Explorer، فأبقت متصفحها ولمدة خمس سنوات كاملة بدون أي إصدارات جديدة ولا تحديثات تذكر. خمس سنوات كاملة طويلة حتى أصدرت النسخة التالية: “Internet Explorer7″ عام 2006، ولكن للأسف خلال هذه السنوات كانت أشياء كثيرة تغيرت في العالم.
ففي عام 2004م عادت شركة Netscape الجريحة التي قضت عليها تقريبًا Microsoft في عام 2004 لتبني فكرة تطوير متصفح موزيلا Mozilla اعتمادًا على فلسفة فريدة هي البرامج الحرة والمفتوحة المصدر. مشروع Netscape لم يكن مفروشًا بالورود، بالعكس فالمشروع كان متعثرًا ولم تقبل أي مؤسسة أن تدعمه منذ عام 1999 حتى 2004 بسبب سيطرةInternet Explorer وعدم تخيل الشركات الممولة للمشروع بأنه يمكن منافسة Microsoft.
ولكن بمثابرة السلحفاة العنيدة ظهر مشروع Mozilla للنور عبر إطلاق الإصدار الأول في عام 2004 ليمثل حلاً سحريًا كسر احتكار Internet Explorer بفضل خصائصه المتعددة المتميزة ومن أهمها سرعة التحميل وإمكانية التزامن مع الحسابات الأخرى للمستخدم ووجود البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر. إنه المتصفح الثعلبي الرائعFirefox Mozilla .
صحا الأرنب الكسول من النوم، وسارعت Microsoft في أواخر 2006م بإصدار جديد من Internet Explorer.
الرمز
سنة الإصدار
October 14, 2006
توالت الكوارث وتم اكتشاف ثغرات أمنية خطيرة في 7Internet Explorer من أشهرها الثغرة التي تم اكتشافها في 16 ديسمبر 2007، والتي يمكن أن تُستغل بحيث يمكن للقراصنة سرقة كلمات مرور المستخدمين. وأشارت التقديرات الأولية إلى أن هناك حوالي 15.000 موقع كانوا ضحايا هذه الثغرة القاتلة.
لم تترك Google الفرصة السانحة، فظهر في 2008م متصفحُ Google Chrome، والذي يُحمل بالمجان على موقع غوغل بمزايا رائعة من حزمة ضخمة من التطبيقات المرفقة المدعومة من محرك البحث Google.
مع بداية عام 2009 بدا من الواضح المنافسة الشديدة بين متصفحات مرموقة سواء تاريخيًا مثل صديقنا المتعثرInternet Explorer أو متصفحات شابة متطورة مثل Firefox أو Google Chrome، كما تخلت Apple عن دعمها لـمتصفح Internet Explorer وأعلنت في أكتوبر 2009 عن تبنيها رسميًا لإنتاجها Safari، وركزت في إعداداته على مواءمته للهواتف النقالة بمختلف أنظمتها.
لقد بدأت حرب المتصحفات الثانية browsers war2!
تحت ضغط المنافسة المفاجئة سارعت Microsoft بإصدار Internet Explorer 8.
الرمز
سنة الإصدار
March 19, 2009

الإصدار كان كارثيًا بمعنى الكلمة لدرجة أن الكثيرين عادوا لنسخة Internet Explorer7، لقد فقد Internet Explorer ثقة الجمهور، وأصبح هناك بديل أقوى وأسهل وآمن وأقل عجرفة!
بدأ الأرنب يفقد صدارة السباق. وتحول Internet Explorer من متصفح مهيمن مسيطر يحمل قدرًا كبيرًا من الوقار والكبرياء إلى ضيف غير مرغوب فيه.
متأخرًا جدًا انتبهت Microsoft إلى ما يحدث من حولها. الكل سبقها وصارت في المؤخرة.
فكرت Microsoft في حل يعيد لها بعض هيبتها:
في منتصف 2010م أقامت Microsoft احتفالية ضخمة بمدينة “سان فرانسيسكو” الأمريكية حملت عنوان “جمال الويب” Beauty of the Web، وبحضور أكثر من 70 شركة عالمية من أصحاب الأسماء اللامعة في الصناعة وأصحاب أكبر المواقع على الإنترنت من شركاء Microsoft.
(يمكنكم الاطلاع على فعاليات الحفل باللغة العربية من الرابط التالي)
www.microsoft.com/middleeast/ar/press/Pages/Article.aspx?id=49
وبالطبع كان الحدث الأهم في الاحتفالية الأسطورية هو إطلاق الإصدار الجديد: Internet explorer 9.
الرمز
الإصدار الرسمي
March 14, 2011
وخلال 24 ساعة فقط من إصدار Internet explorer 9، قام أكثر من 3 مليون (بتحميل) للبرنامج خلال 24 ساعة فقط من إطلاقه أي ما يعادل 29 تحميلاً خلال كل ثانية، بسبب الحملة الدعائية الكبيرة التي قدمتها للإصدار 9 Internet explorer.
ظنت Microsoft أن الأمور عادت لها! ولكن النتائج التالية كانت مخيبة للآمال؛ فبرغم الحملة الدعائية الأسطورية التي صاحبت إطلاق النسخة Internet explorer 9، إلا أن الواقع أن الإصدار الجديد لم يقدم أفكارًا إبداعية جديدة بل كان محاولة لاستنساخ نفس أفكار Firefox وChrome، وMicrosoft المحتكرة صارت تقلد المتصفحات المجانية المبدعة. وسار المتصفح التاريخي Internet explorer بخطوات متسارعة نحو قدره المحتوم.
بقدوم عام 2011 أصبح Internet explorer متصفحًا سيء السمعة، من خلال مقالات وآراء المتخصصين وحتى رواد الإنترنت الذين أعلنوا مرارًا عن وجود ثغرات ومشاكل تقنية في Internet explorer وأصبح المتصفح التاريخي Microsoft ضيفًا ثقيلاً على أي مستخدم وأصبح وجوده في أغلب الأجهزة وجودًا شرفيًا لا فائدة منه وصارت النكات تطلقInternet explorer وصار يضرب به المثل في الفشل، وإليكم أمثلة:

صار الأمر كابوسًا. السباق على وشك النهاية. والأرنب آخر المتسابقين!
وفي العامين التاليين حاولت ميكروسوفت يائسة إصدار نسخ أكثر مواءمة لاحتياجات المستخدمين Internet explorer بنسختيه المتتاليتين:
الرمز
سنة الإصدار
October 26, 2012
October 17, 2013
لم يفد الإصداران الأخيران في استعادة الثقة المفقودة بين Microsoft ومستخدميه، وبدأ Internet explorer يخسر وبوضوح حرب المتصفحات الثانية!
وفي عام 2014 تغيرت خريطة العالم تمامًا فيما يتعلق بمتصفحات الإنترنت كالشكل التالي:

لقد صار Internet explorer حملاً ثقيلاً على Microsoft ويجب التخلص منه للأبد! ولهذا كان من المنطقي أن تطلق عليه Microsoft رصاصة الرحمة، وأن تحاول أن تستعيد ثقة عملائها في إنتاج اسم جديد لمتصفح جديد، ربما يكون مبنيًا على نفس أسس Internet explorer ولكنه سيحمل اسمًا جديدًا ربما يكتسب ثقة جيدة بين المستخدمين.

انتهت القصة؟

لا لم تنته بالطبع، إن التطور والتطوير لا ينتهي ولا يتوقف، ولو ظن أحد أنه وصل للصدارة ويمكنه أن يستريح قليلًا فهذه هي بداية الانهيار. إن ما ذكرته فيما سبق لا يعني إهانة Microsoft فهي كيان عملاق، ونفس خطئها وقع فيه قبلها كيانات عملاقة ذكرنا بعضها في بداية المقالة.
لم تنته القصة، ولن تنتهي، ولعلنا نوجز مسيرة Internet Explorer كما في الشكل التالي:

ويمكننا تحديد بعض أخطاء ميكروسوفت Microsoft التي تسببت في هذه النهاية (المأساوية) Internet explorer للمتصفح التاريخي في:

1-الاغترار بالقوة والاستخفاف بالمنافسين:

تمامًا مثل الأرنب المغرور، فبعد أن ضمنت Microsoft السيطرة المطلقة على سوق المتصفحات العالمية، وصل بها الغرور مرحلة الاستمرار من عام 2001 إلى عام 2006 بدون إصدار أي تحديث للمتصفح Internet explorer، خلال هذه الفترة قامت المنافسة )السلحفاة) Netscape ببناء إصدارها الرائع Firefox Mozilla بهدوء وصبر وتلافت فيه كل الثغرات التي يعاني منها Internet explorer.

2- الاحتكار أخطر ما يؤلم العميل:

قد تستطيع فرض نفسك بقوانين (الاحتكار) على العميل، وسَيُجبر العميل على التعامل مع منتجك ولكن بكثير من السخط، ولكن عندما تسنح الفرصة لوجود منافسين يستطيعون إسعاد العميل، فمن المؤكد أنه سينتقل إليهم بكل بساطة.
أنا عن نفسي أظن أن سيادة نظام التشغيل windows لا يرجع إلى قوة النظام ولكن يرجع لندرة المنافسين، بدليل وجود إصدارات سيئة من ويندوز مثل vista.

3-الثقة المفقودة لا تعود بسهولة:

حتى لو استطعت أن تكسب ثقة عميلك لسنوات طويلة، فمن الصعب بعد فقدان الثقة أن يعود لك عميلك مجددًا.
وفي إصدارات Internet explorer الكارثية وأظن أخطرها كان الإصدار الثامن، وبرغم التحسينات الكبيرة التي تم إدخالها على الإصدارات التالية، فإن سوق العملاء دائمًا ما يرتبط بالثقة، وفقدانها أمرٌ لا يمكن استعادته بسهولة.
لذلك حاولت Microsoft تحسين أداء متصفحها ولكن بعد فوات الأوان.

4-العيوب الكارثية:

عانت الإصدارات المتتالية من “Internet Explorer” من عيوب عديدة أهمها:
  1. الافتقار إلى المزامنة، حيث لا تسمح إصدارات “Internet Explorer” (قبل الإصدار الثامن) بمزامنة المواقع المحفوظة والصفحات المفضلة على أكثر من جهاز كمبيوتر، في حين يوفر google Chrome أو Firefox Mozilla هذه الميزة.
  2. عدم الحصول على درجة عالية من الأمان.
  3. غياب التحديثات التلقائية.
  4. تأخر Microsoft في إصلاح عيوب وثغرات إصدارات “Internet Explorer”.
كل هذا دفع المستخدمين إلى التوجه إلى Google Chrome أوFirefox Mozilla ، ما أدى إلى استمرار تدهور شعبية “Internet Explorer” رغم سيطرته على الحصة السوقية الأكبر بين المتصفحات الأخرى.

5-قتل الإبداع:

لسبب ما فضلت ميكروسوفت أن يبقى Internet explorer كما هو لسنوات طويلة، كان أمامها فيها فرصة لتطوير المتصفح وتأمين الثغرات ولكنها اتبعت نفس فكرة Nokia التي كانت سببًا في انهيارها هي الأخرى وهي فكرة “بما أنني أربح بأسلوبي التقليدي فلماذا أبذل مجهودًا إضافيًا لتقديم المزيد؟!” هذا التجمد ترك الفرصة للمنافسين لتقديم أفكار ابتكارية مبدعة.
فظهرت متصفحات جديدة بمميزات عديدة، مثل Google Chrome أوFirefox Mozilla بينما لم تتمكن Microsoft من تطوير “Internet Explorer” بصورة كافية لتحافظ على شعبيته، ففي الوقت الذي أدخلت فيه جوجل وموزيلا العديد من الخيارات للمستخدمين، غاب الابتكار تمامًا عن “Internet Explorer”.
6. البحوث الزائفة والإحصاءات غير الواقعية:
كان لدى Internet Explorer فريق تطويري كبير، ولكن اقتصرت تصوراته التطويرية على أفكار على الورق لم يكتب لها التنفيذ إلا في شكل كلام ووعود، تمامًا مثل نوكيا.
وربما يعلم الكثيرون أن نوكيا في نهاية القرن الماضي كان لديها قسم خاص بدراسات المستقبل وقامت بالفعل بوضع تخيل لمستقبل الهواتف؟ حيث أنفقت ملايين الدولارات في نهاية التسعينات في الأبحاث العلمية لتضع تصورًا لمستقبل الهواتف، فقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أنه قبل 7 سنوات من إعلان ستيف جوبز عن الآي فون قام فريق نوكيا بالكشف عن تخيل لهاتف ذي شاشة ملونة تعمل باللمس أسفلها يوجد زر واحد فقط. أبحاث نوكيا بقيت في الدرج، أما أفكار ستيف جوبز فقد اكتسحت العالم فعلاً.

7- احذر القادمين من الخلف:

لعل عدم دراسة تحركات المنافسين والاستهانة بهم كانت سببًا كبيرًا في نهاية Internet Explorer الكارثية، فبينما كانت Google وNetscape تتحركان نحو إضافة الكثير من المزايا في متصفحاتهم الوليدة، كانت Microsoft متعثرة في التاريخ القديم.

8- التقليد الأعمى:

الخطأ المتكرر لدى كل شركة متعثرة أنها تحاول أن تنظر: “لماذا تركني عملائي؟” وتحاول أن تقلد أسلوب الشركات الناجحة. فتقدم أفكارًا مكررة موجودة مسبقًا ظنًا أن هذه الخدمات ستعيد لها عملاءها، بينما في الحقيقة وجد العميل نفس الخدمة في منتج آخر و أصبح معتادًا عليه. فلماذا يعود إليك؟
9- الاحتكار:
قتلت ميكروسوفت كل منافسيها بفضل ما قامت به من تصرف غير أخلاقي كما اعتبره الكثيرون وقتها، فاحتكار تحميل Internet Explorer على أجهزة ويندوز قتل المنافسين بالفعل، ولكنه لاحقًا قتل Internet Explorer نفسها!
العالم بشكل عام وبفضل الثورة التقنية لم يعد (عالم الاحتكار) بقدر ما أصبح (عالم التشارك)؛ فبينما كان Internet Explorer يقف جامدًا معتمدًا على احتكار ويندوز له وأنه ضيف إجباري على كل أجهزة ويندوز، كانت فيرفوكس وكروم يضيفان مكتبة ضخمة للبرمجيات التشاركية تمكن المستخدم من إضافة البرمجيات (المجانية) التي يحبها داخل متصحفه.
وميكروسوفت تشرب من نفس كأس الإحتكار بعد أن بدأت سيطرتها تنمحي مقابل احتكار جوجل للعديد من الخدمات الأكثر ملائمة للواقع ... حتى أن ميكروسوفت نفسها بدأت تطالب بكسر احتكار جوجل !!!


إن ما ذكرته في هذا المقال لا يعني النيل من شركة ميكروسوفت بل هي قصة سباق الأرنب والسلحفاة رأيناه يتم بين مؤسسات ضخمة : 
_ بين IBM و Apple
- بين Nokia و Samsung
-بين Kodak و Canon
القصة متكررة ... والدرس واحد... وسيجد كل منا في حياته قصة مشابهة ربما يكون هو أحد أبطالها .. 
لم يكن الهدف سرد قصة بقدر ما كان العبرة من القصة ‏‎smile‎‏ رمز تعبيري
أرجو أن يكون المقال قد نال رضاكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سأقوم بمراجعة التعليق ثم أنشره في أقرب وقت إن شاء الله